27 Jun 2022

التحرير تتفرّد بدمج المناطق المهمشة بالمجتمع المدني!

تحت شعار "نينوى سلام دائم" أقامت جمعية التحرير للتنمية المؤتمر الختامي لمشروع "إشراك المجتمع المدني لبناء السلام المستدام في نينوى" بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وصندوق سلم وبرعاية اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الآرهاب صباح هذا اليوم الأثنين الموافق 27 حزيران 2022 في مدينة الموصل بحضور جماهيري واسع من كافة مكوّنات ومناطق نينوى.

إنطلق المؤتمر بكلمة ترحيبية وبعدها عزف للسلام الجمهوري الذي رتّلته فرقة ميلودي ومن ثمّ كلمة جمعية التحرير للتنمية ألقاها المدير التنفيذي للجمعية السيد عبد العزيز يونس الجربا أشار فيها إلى دور جمعية التحرير للتنمية في العمل في هذه المناطق وتعزيز التلاحم والصمود المجتمعي بعد مرحلة داعش ومناهضة التطرف العنيف الذي نشأ بسبب الأحداث المتراكمة التي مرّت بها محافظة نينوى، وكذلك تطرّق إلى مشاريع التحرير التي تساهم بعودة الإستقرار والتعافي لنينوى، وبعد ذلك فقرة شعرية ومن ثمّ عرض فيديو المشروع الذي تضمّن فعاليات وأنشطة المشروع منذ إنطلاقه وحتى آخر نشاط تم تنفيذه ضمن المشروع، ومن ثمّ الجلسة الحوارية التي تضمنت التطرف العنيف ودور صنّاع السياسات في مكافحته وتوصياتهم والتي أدارها الدكتور عبد الكريم الجربا بمشاركة رجل دين مسيحي ومدير الجامعة التقنية في نينوى وممثّل الشرطة المجتمعية مع أحد مجلس محافظة نينوى السابق ومن ثمّ فقرة موسيقية تضمّنت معزوفات وأغاني وطنية قدّمتها فرقة ميلودي لايف ومن ثمّ الجلسة الحوارية الثانية التي تضمن التطرف العنيف وتحليل الأكاديميين للأسباب والدوافع وتوصياتهم لمكافحته والتي تضمّنت متحدثين من الوقفين السني والشيعي ومدير ناحية الشورة ووجهاء من محافظة نينوى تحدّثوا فيها عن أسباب التطرف ونتائجه ومراحله حيث أدار الجلسة الإعلامي أحمد الجفّال وبعد ذلك فقرة شعرية وإختتام المؤتمر.

قال مستشار السلام في جمعية التحرير للتنمية الباحث والأكاديمي نينب لاماسو " يأتي هذا المؤتمر بعد جهود لمدّة تسعة أشهر في تنفيذ أحد أهم مشاريع جمعية التحرير للتنمية والذي من خلاله إستطعنا الوصول إلى مناطق لم يصلها المجتمع المدني، إذ يعتبر هذا المشروع من المشاريع المهمة لجمعية التحرير للتنمية والذي يعمل على مناهضة التطرف وتعزيز التعايش والسلام".
ويضيف لاماسو " إن التعاون في تعزيز السلام يوضّح أهمية الخروج من المشاكل التي كانت تعاني منها محافظة نينوى حيث رأينا أنّ شباب هذه المحافظات بدأوا في العمل على تطوير مناطقهم وتعزيز السلام في مناطقهم من أجل أن يسلطوا على الضوء على عودة الحياة في المناطق التي تم تهميشها".

ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الكريم الجربا " بأنّ هذا المؤتمر يأتي بعد تنفيذ عدّة أنشطة حققنا فيها نجاحا في المناطق التي لم يصلها المجتمع المدني، وتضمّنت الأنشطة فعاليات مجتمعية فنّية وثقافية ومجتمعية في العديد من المناطق ساهمت هذه الأنشطة بتعزيز السلام وبناء جسور من التواصل والتسامح بين المكونات في محافظة نينوى".
ويشير الجربا "إلى أنّ المشروع بدأ بتدريب مجموعات شبابية مختلفة ووجهاء المناطق حول أساليب منع التطرف العنيف والوقاية منه وبعدها إنطلق الشباب بالعمل وإقتراح وتصميم وتنفيذ المبادرات التي جسّدت قيم التسامح والمحبة والسلام في هذه المناطق، حيث رأينا أنّ هناك العديد من القصص الإيجابية التي ساهمت بتعزيز التغيير الإيجابي في هذه المناطق وتسليط الضوء على المناطق المهمشة، واليوم احتفلنا بمشاركة جماهيرية واسعة بإختتام مشروعنا ونأمل قريبا إلى تنفيذ مشاريع مهمة في محافظة نينوى تخدم أهلها ومجتمعاتها".
جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.

خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.

بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.

كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.