19 Dec 2021

جمعية التحرير للتنمية تتفرّد في الوصول إلى المناطق التي لم يصلها المجتمع المدني.

أقامت جمعية التحرير للتنمية ضمن مشروع " تعزيز التماسك الاجتماعي، السلام وقدرة المجتمع المدني على الصمود في غرب وجنوب غرب نينوى" وبتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جلستان عامتين بمشاركة ممثّلين عن الحكومة المحلية ونشطاء شباب وأكاديميين وإعلاميين والمهتمين بالشأن المجتمعي بناحية تل عبطة وقضاء بعّاج والقرى التابعة لهما يومي الأربعاء والخميس الموافقين 14، 15 كانون الأول 2021 على قاعة نقابة المهندسين في مدينة الموصل.

تضمّنت جلسة اليوم الأول لناحية تل عبطة الترحيب بالضيوف من قبل د.عبد الكريم مدير مكتب الموصل لجمعية التحرير للتنمية ومن ثمّ عرض مشاريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ناحية تل عبطة وبعد ذلك تم التطرق لمشاريع الحكومة المحلية في تل عبطة التي قدّمها مدير ناحية تل عبطة ومدراء الدوائر الحكومية في نينوى، وبعد ذلك تم التطرق للتحديات التي تعيق تقدم عجلة الإعمار والخدمات وقدرة المجتمع المدني على الصمود في الناحية ، وبعد ذلك تم تقسيم الحاضرين إلى مجاميع العمل الخاصة لتحديد الإحتياجات والأولويات في تل عبطة وبعد ذلك عرض مخرجات مجاميع العمل وأختتام الجلسة.

وتضمّنت جلسة اليوم الثاني لقضاء بعاج الترحيب بالضيوف من قبل د.عبد الكريم مدير مكتب الموصل لجمعية التحرير للتنمية ومن ثمّ عرض مشاريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قضاء بعاج وبعد ذلك تم التطرق لمشاريع الحكومة المحلية في قضاء بعاج التي قدّمها قائممقام قضاء بعاج ومدراء الدوائر الحكومية في نينوى، وبعد ذلك تم التطرق للتحديات التي تعيق تقدم عجلة الإعمار والخدمات وقدرة المجتمع المدني على الصمود في القضاء ، وبعد ذلك تم تقسيم الحاضرين إلى مجاميع العمل الخاصة لتحديد الإحتياجات والأولويات في بعّاج وبعد ذلك عرض مخرجات مجاميع العمل وأختتام الجلسة.

قال عمر خلف صالح رئيس مهندسين أقدم ومدير الهيئة العامة للمياه الجوفية فرع نينوى " أجتمعنا سوية هذا اليوم من أجل أن نعمل سوية على المساهمة بحلّ المشاكل التي تواجه ناحية تل عبطة وكانت هذه الجلسة التي أقامتها جمعية التحرير للتنمية من الجلسات المهمة التي تم التطرق إلى المشاكل وتم الاستماع إلى مدراء الدوائر الحكومية والوقوف على كافة التحديات والنقوصات والمشاكل التي تواجه ناحية تل عبطة ومن ضمنها مياه الشرب والخدمات العامة ومن خلال هذه الجلسة اتفقنا من خلال مجاميع العمل أن نساهم بتقديم كافة انواع العمل في هذه المناطق من أجل العمل على معالجتها سوية".
وأضاف صالح " بأنّ المخرجات التي تم تدوينها سيتم العمل عليها من أجل التركيز على جهود المنظمات والاستفادة من خدماتها في تقديم كافة أنواع الدعم، لأن المنطقة تحتاج إلى فرص العمل والخدمات العامة والمياه وكذلك مشاركة الشباب في المجتمع المدني".

ومن جهته محمد كنعان الجبوري مدير ناحية تل عبطة  أكّد بأنّ هذه الجلسة التي أقامتها جمعية التحرير للتنمية للوقوف على المشاكل التي تعاني منها مناطق غرب نينوى قضاء بعاج والقرى التابعة له وناحية تل عبطة وأيضا بسبب النقص الحاصل في هذه المناطق أدى إلى عزوف العديد من النازحين إلى مناطقهم وسنعمل على معالجة هذه المشاكل سوية".
وأشار الجبوري " بأنّ المخرجات التي خرجنا من ضمنها فتح مكتب للتعويضات في ناحية تل عبطة وكذلك حصلنا على الموافقة على حفر بعض الابار ومشاريع عدة سيتم تقديمها بالتعاون مع المنظمات والجهات الحكومية في محافظة نينوى".
مستشار السلام في جمعية التحرير للتنمية الباحث والأكاديمي نينب لاماسو وضّح "بأنّ هاتين الجلسيتين هما إنطلاقة لمشروع " تعزيز التماسك الاجتماعي، السلام وقدرة المجتمع المدني على الصمود في غرب وجنوب غرب نينوى" الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفّذه جمعيتنا ونحن بدأنا بالإجتماع مع المسؤولين الحكوميين ونشطاء المجتمع المدني من أجل تحديد الأولويات التي تحتاجها هذه المناطق التي تقع في غرب نينوى والتي تعاني من الإهمال والتهميش".
وأرجح لاماسو " على ضرورة الوصول إلى المناطق والقرى المهمشة من أجل تعزيز العدالة والمساواة في توزيع الموارد وفي بناء امكانيات المجتمع المدني وتعزيز السلام في كافة المناطق وتشجيع النازحين على العودة إلى بيوتهم ومناطقهم من أجل الترويج للإستقرار خطوة بعد أخرى وخاصة بعد أن لاحظنا أنّ هناك العديد من المشاكل في هذه المناطق، لهذا عملنا جاهدين على العمل في هذه المناطق المهمشة من أجل بناء وتمكين الشباب وتعزيز مفاهيم الحوار بين الحكومة المحلية والمجتمع المدني والنشطاء والأكاديميين".
وختم لاماسو حديثه " بأنّ هذا المشروع مهم جدا من أجل الوقوف على الأسباب التي تساهم في نشوب النزاعات والمشاكل والتطرف والعنف ومعالجتها قبل حدوثها وتفرّدت التحرير في الوصول إلى هذه المناطق التي لم يصلها المجتمع المدني بصورة عامة".

من جهته المدير التنفيذي لجمعية التحرير للتنمية الاستاذ عبد العزيز يونس أكّد " على أن دور جمعية التحرير للتنمية في العمل على القضايا المجتمعية هو مستمر ومن أولوياتنا العمل على الحوار والمشاركة الايجابية لكافة شرائح المجتمع ، ويعتبر هذا المشروع مهما جدا لأنّه يساهم ببناء جسور التواصل بين الحكومة والمجتمع في مناطق غرب نينوى التي لم يصلها المجتمع المدني والخدمات الحكومية إلّا باجزاء بسيطة، ونحن اليوم نعمل سوية على معالجة المشاكل التي تواجه الإستقرار في مناطق غرب وجنوب غرب نينوى".

جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.