07 Dec 2020

لتعزيز دور المرأة في المجتمع، جمعية التحرير تعقد منتدى يوم المرأة السياسية في نينوى.

لتعزيز دور المرأة في المجتمع، جمعية التحرير تعقد منتدى يوم المرأة السياسية في نينوى.


إعلام جمعية التحرير للتنمية.

ضمن مشروع "زيادة مساحة تمكين النساء للمشاركة الايجابية المدنية والسياسية" الذي تنفّذه جمعية التحرير للتنمية وتموّله المؤسسة الألمانية Konrad Adenauer Stiftung”"  ، شهدت مدينة الموصل إنعقاد منتدى يوم المرأة السياسية في محافظة نينوى صباح هذا اليوم الأثنين الموافق 7 كانون الأول 2020 وعلى قاعة المحطة بمشاركة جماهيرية واسعة لنساء ورجال من مختلف المكونات.

بعد افتتاح المنتدى بكلمة ترحيبية بالمشاركين، وقف الحاضرون دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق مع عزف للنشيد الوطني العراقي، وبعد ذلك كلمة جميعة التحرير للتنمية التي قدّمتها عريفتي المنتدى رندا السلطان وزينة الدوسكي حيث تضمّنت الكلمة ما يلي :
“ في الوقت الذي يساند العالم المرأة وينظّم أنشطة عديدة لمناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي، تقف جمعية التحرير على نفس المسافة لمناهضة كافة أشكال العنف ضدّ المرأة في محافظة نينوى والعراق، لا سيّما أنّ جمعية التحرير التي تأسست عام 2003 لتوفير مساحة آمنة للحوار والمشاركة الإيجابية للمرأة وتعزيز دورها الفعّال في المجتمع فضلا عن تعزيز السلام والمصالحة المجتمعية وتمكين النشطاء والشباب بصورة عامة.
إرتأت جمعية التحرير للتنمية بعد عمل متواصل وجهود مستمرة مع نساء نينوى أن يكون للمرأة النينوائية يومها السياسي كبداية أخرى، لتحقيق ما كنّا نسعى لتحقيقه منذ زمن لتمكين المرأة وإعطائها حرّيتها في العمل والمشاركة في كافة جوانب الحياة السياسية منها والإجتماعية والثقافية، انبثقت هذه الفكرة بعد أن بدأت مساحة الحرّية للمرأة في محافظة نينوى تتوسّع لتشمل تمكين المرأة من كافة الجوانب، لهذا نحن هنا اليوم مع فريق من مجموعة من النساء من محافظات نينوى من خلفيات اجتماعية وثقافية متعددة لهن بصمتهن في محافظة نينوى ومدينة الموصل، لهذا نحن هنا اليوم مع فريق نسائي له بصمته في محافظة نينوى ومدينة الموصل ومن هنا نبتت فكرة هذه الحملة أولا لتسليط الضوء على هذا العمل العظيم وثانيا من أجل بث رسالة من داخل مدينة الموصل بأنّ المرأة كانت جزءاً من المجتمع كونها أكثر من نصفه.
بعد أن مرضت نينوى بتطرف فكري وحركات ارهابية فككت الاواصر الاجتماعية كانت المرأة هي الضحية لهذه الفوضى التي رأيناها، نحن هنا اليوم في نينوى المتعافية، نينوى التي المدنية التي تحترم جميع الطوائف والأديان حيث نرى اليوم المرأة الإيزيدية والمسيحية والمسلمة تمشي مرفوعة الرأس، شامخة كشموخ مدينة اشور في التاريخ والأصالة.
بعد أن كانت مرحلة داعش أتعس مرحلة مرّت على محافظة نينوى لكنها أفرزت وأثبتت بأنّ هناك نساء نينوائيات سوف يخلدهن التاريخ بعد تحجيم دورهن خرجن من تحت قبضة داعش بصرخة مدوية للعالم أجمع بأنّ نساء نينوى وشاباتها اللاتي وقفن جنبا إلى جنب مع الرجال في مساعدة القوات الأمنية وكذلك العمل كمتطوعات ، دخلن الجانب الأيمن تارة في رفع الأنقاض وتارة أخرى في تقديم الخدمات لتسهيل بقاء من بقي في الجانب الأيمن وكذلك العمل على تقديم العون ومساعدة النازحين للعودة إلى بيوتهم ومدنهم.
نعم انهن النينوائيات حمامات السلام.
هذا اليوم الكامل الذي سنقضيه سوية هو بمثابة عرس جماهيري يجمع المرأة من مختلف الانتماءات لتشكيل شبكة مهمة تساهم في التغيير الايجابي في مدينة الموصل بالتحديد ومحافظة نينوى وتكون انطلاقة للمحافظات الأخرى حتى يأخذوا هذه التجربة على عاتقهم، فالعدالة المجتمعية لا يمكن ان تكون دون المشاركة الفعلية للمرأة في كافة جوانب الحياة”.

وبعد ذلك بدأت الجلسة الأولى التي حملت عنوانا مهما "بيئة المشاركة الإيجابية للمرأة في السياسة في محافظة نينوى"
أدارت الجلسة رندا السلطات وشارك في الجلسة كلّ من : جميلة العبيدي - عضو مجلس النواب العراقي، منصور المرعيد- محافظ نينوى الاسبق، د. محمود عزو – استاذ جامعي وباحث اكاديمي، رحيمة الحسن - ناشطة سياسية مرشحة للانتخابات،  ماهر الكيكي - عضو مركز التدريب في مكتب انتخابات نينوى، د. فتحي - استاذ في القانون العراقي.
تناولت الجلسة الأولى عدّة قضايا تخصّ المرأة ومشاركتها في العملية السياسية، من التحديات والمصاعب والمعوقات التي تحد من مشاركة المرأة في العملية السياسية في محافظة نينوى، والتغيير الذي حصل في مرحلة ما بعد داعش والذي ساهم وعزز مشاركة المرأة في المجتمع بصورة عامة والعملية السياسية بصورة خاصة.
إنطلقت الجلسة الثانية التي حملت عنوانا " تقييم دور السياسيات والقائدات الحكوميات في نينوى " بمشاركة كلّ من : د. عفراء - باحثة واكاديمية سياسية، وصال سليم  - عضو مجلس النواب العراقي السابق، ميثاق طالب - مدير دوائر العمل في الموصل، شيماء العباسي - عن فريق المشروع، رافعة سعيد - مدير قسم تمكين المرأة في محافظة نينوى، عمر الطائي - مدير قسم الاعلام في مفوضية الإنتخابات، وأدارت الجلسة الإعلامية زينة الدوسكي.
تناولت الجلسة الثانية تقييم عمل دور السياسيات والقائدات الحكوميات في محافظة نينوى بعد مرحلة داعش والمناصب التي تسنمتها المرأة والتغييرات التي حصلت أثناء توّلي النساء المناصب الحكومية، حيث ناقش العديد من المشاركين مع المتحدثين الوقائع الفعلية لمشاركة المرأة في السياسة بمحافظة نينوى.

وإنطلقت جلسة الإختتام بعنوان "قهوة سياسية" أدارتها الإعلاميتين زينة الدوسكي ورندا السلطان بمشاركة مجموعة متحدثين منهم : سوزان جميل - ناشطة مدنية ورئيسة منظمة بلسم، أحمد الجفّال – إعلامي وصحفي، ميسّر الشيخاوي – عضو منظمة وصل تصل الإنسانية، نور صبحي - ناشطة سياسية، هاشم محمد – باحث مجتمعي، حيث تناولت الجلسة الختامية مجموعة من القضايا المهمة حول واقع المرأة السياسية في محافظة نينوى وكيفية دعم المرأة وتمكينها لتعزيز دورها السياسي والاجتماعي وتفعيل اليات جديدة لصياغة قوانين خاصة تحمي المرأة من العنف بصورة عامة.

قال عبد الكريم محمد مدير مكتب الموصل لجمعية التحرير " يعتبر هذا المنتدى أوّل منتدى في محافظة نينوى خاص بالواقع السياسي للمرأة والتطرق للقضايا التي تعيق مشاركة المرأة في السياسة، ونحن كجمعية التحرير للتنمية نساند المرأة ونساهم في تمكينها الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي".

وأضاف محمد، " لا يمكن أن تكون هناك عدالة إجتماعية ما لم تكن المرأة متواجدة في كافة الجوانب، وأنّ التغيير الذي شهدته محافظة نينوى يبشّر بالخير وخاصة بعد أن رأينا المرأة النينوائية تبدع في كافة المجالات والأنشطة، ومن أجل أن نسلّط الضوء على دور المرأة المهم، إرتأينا أن نقيم هذا المنتدى لنفتح افاق التواصل ونزيد من المساحات الامنة للمراة لتستطيع المشاركة في المجتمع بصورة طبيعية".

وأكّد الأكاديمي في جامعة الموصل د.محمود عزّو بأنّ " المنتدى يعد جزء من موضوع الحث على المشاركة السياسية ولاسيما مشاركة المراة في نينوى ..اذ تعاني المحافظة من غياب المشاركة الفاعلة سواء للمرأة او من دونها، اذ أنّ التجمعات السياسية شبه غائبة مما جعل المحافظة فضاء مفتوح امام كل الاحزاب من محافظات اخرى ..ايضا لابد من التركيز على طبيعة البيئة السياسية في نينوى التي تنقسم الى بيئة مدنية وبيئة ريفية..وكل بيئة لها موقفها من مشاركة المراة بالشان السياسي".
ومن جانبها الناشطة المدنية صباح صديق يحيى أشارت " إلى أنّ اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات على تحرير مدينة من سيطرة التنظيم اصبحت المرأة الموصلية تاخذ دور كبير في مكانتها في المجمتع من حيث انخراطها في كافة المجالات كالعمل التطوعي والمنظمات الانسانية وايضا فتح مجالات لمصادر رزق لكثير من الشابات ممن لم يجدوا فرص عمل في القطاع الخاص ، وبعد ذلك توسع عملها وبدات تاخذ المرأة مكان اكبر حيث دخلت المعترك السياسي كما تعرف مدينة الموصل مدينة محافظة لكن استطاعت التغلب على الصعوبات والمعوقات واليوم نلاحظ المرأة الموصلية بدأت ترشح نفسها للانتخابات سواء ان كان في انتخابات مجلس المحافظة او مجلس النواب وان شاء الله تكون المرأة الموصلية خير تمثيل للمدينة".

جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.