15 May 2023

من المعاناة يولد الاصرار والأمل

اسمي حسام الأسكندر من ناحية برطلة وعمري 30 عاماً، دخلت في مجال المجتمع المدني والعمل مع المنظمات المحلية والدولية، وأنا أحد الشباب المعنيّين بحقوق ذوي الإعاقة.
حسام شارك بورشة " التعليم المدني والسياسي للشباب " ضمن مشروع "التعليم المدني للشباب لتحقيق المواطنة الفاعلة في نينوى" الذي تنفذه جمعية التحرير للتنمية بتمويل من مؤسسة كونراد.

حسام يحدّثنا عن حياته :

" بداية ولادتي كانت عبارة عن معاناة، حيث كانت قصتي مختلفة منذ الولادة وخاصة حينما ولدّت فاقدا لساعدي الأيسر فتجمّعت النساء القريبات على أمّي وأصبحن يتكلّمن بسلبية وبعبارات محبطة "كيف سيمارس ابنك حياته وهو معاق"؟ لهذا وفّروا أهلي بيئة مناسبة لي مليئة بالثقة والحب واستطعت أن اتجاوز الإعاقة التي ولدّت فيها".

في البداية في مرحلة الدراسة الاعدادية ومرحلة الدراسة الجامعية كنت اخفي إعاقتي خوفا من التنمر وكنت أواجه تحديات كثيرة مثلا : كانوا يرونني الأطفال فاقدا لساعدي الأيمن وكانوا يقولون لي "عمو انت ليش ايدك هيجي؟" فهذا كان تفكير الأطفال فكيف للكبار وهم كانوا يتنمّرون!".

"لكن من خلال دخولي في مجال المجتمع المدني والمنظمات استطعت أن أساهم ببناء قدراتي وامكانياتي وبدأت أنضج كثيرا وأتقبّل إعاقتي لا بل أساهم بتشجيع الاخرين على تقبّل اعاقتهم وأن يكونوا مبدعين ويعملوا ويمارسوا حياتهم دون التركيز على تنمر الاخرين، حيث كان هدفي أن أرسل رسالتي للاخرين بأنّ الإعاقة ليس نقطة ضعف للإنسان وإنما هي نقطة قوّة تستطيع من خلالها أن تعمل وتبدع وتساهم في صناعة التغيير".
 
أشكر جمعية التحرير للتنمية لأنّها اتاحت لي هذه الفرصة للمرّة الثانية لأن أشارك معهم حيث كان هذه الورشة مهمة لي لأنّها موضوع مختلف وهي تمكين الشباب للدخول في المجال السياسي وأنا أفكّر أن أدخل في هذا المجال ولدي ورقة سياسية سأساهم بتطويرها حيث تتضمن تمثيل المعاقين "ذوي الهمم" في مجلس النواب ككوتا حالهم حال التمثيل الخاص بالأقليات وسأقدّمها إلى الحكومة المحلية وإلى الحكومة المركزية بعد أن أكملها، بصراحة الورشة ثقّفتني سياسياً وأعطتني العديد من المعلومات التي كنت أجهلها".