07 Oct 2021

من أجل تعزيز التعايش وتخفيف التوترات، جمعية التحرير وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقيمان ورش تدريبية لستين شاب وشابة من مختلف مكونات سنجار.

بعد تحرير محافظة نينوى شهدت سنجار عدّة نزاعات وصراعات أدّت إلى زيادة التوترات بين المكونات وأثّرت بشكل مباشر على الآواصر الإجتماعية بين نسيج سنجار، وبالتالي شكّلت هذه الصراعات عائقا كبيرا في إعادة النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، وما زالت هذه التوترات التي تشهدها سنجار تعيق الإستقرار في قضاء سنجار.

جمعية التحرير للتنمية التي تساهم في الحوار والمشاركة وتعزيز الديمقراطية وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ساهمت بأن تكون جزءاً من الحلّ لهذه المشكلة التي تواجه سنجار وبالتالي إنطلقت في تنفيذ عدّة مشاريع حيث باشرت في أواسط شهر أيلول عام 2021 بتنفيذ برنامج "القوة في المعرفة: تدريب الشباب على سبل كسب العيش" بهدف تعزيز التعايش المشترك وتخفيف التوترات تم تنفيذ مجموعة من الورش التدريبية الخاصة بتحسين مهارات كسب سبل العيش للشباب من قرى رمبوسي وكرشبك في سنجار، استهدفت التدريبات 60 شاب وشابة من ديانات وقوميات مختلفة حيث تم اشراكهم بمجاميع عمل مشتركة ومتنوعة والتي انعكست إيجابيا على مدى التفاعل بين الفئات المختلفة من المشاركين. 
تعرف المشاركون خلال المجموعة الأولى من التدريبات على اليات زيادة فرص الحصول على عمل عن طريق تحسين مهارات كتابة السيرة الذاتية، التعرف على الممارسات الأمثل عند مقابلات العمل، استخدام الانترنت للبحث عن وظيفة وغيرها من المهارات، وأمّا المجموعة الثانية من التدريبات فتعرف خلالها المشاركين على طرق انشاء مشروعك الخاص بك، شاملا ذلك فكرة المشروع، سوق العمل، الفئة المستهدفة، دراسة الجدوى وفقرات أخرى، نفذت الورش التدريبية من قبل جمعية التحرير للتنمية وبدعم من برنامج تعافي في مركز سنجار، وحين انتهاء التدريبات تم اشراك المتدربين بجلسات عصف ذهني تهدف الى الخروج بافكار ومقترحات لتعزيز التعايش السلمي والعيش الآمن المشترك في المناطق المستهدفة بشكل خاص وفي قضاء سنجار بشكل عام.
هذه الورش والتجمّعات ساهمت بجمع أبناء وبنات سنجار سوية من أجل العمل على تخفيف حدّة الصراعات من خلال التدريبات التي تلقوّها والعمل على تعزيز المشتركات والتي تخصّ سبل المعيشة والتي تساهم بتوفير خبرات وفرص عمل لدى العديد من الشباب وبدورهم هؤلاء الشباب سيكونون نقطة إنطلاق لبرامج المصالحة المجتمعية وبناء السلام في مدنهم.

قال عمر الدبّاغ منسّق المشروع "  يعدّ هذا المشروع من المشاريع والبرامج المهمة في سنجار والخطوة المهمة لتعزيز التعايش بين مكونات قضاء سنجار، وهذه انطلاقة أوّلية للبدء بعدّة مشاريع لاحقة من أجل تعزيز تعافي سنجار من الحرب والتوترات والصراعات الموجودة".

وأضاف الدبّاغ " إنّ برنامج "القوة في المعرفة: تدريب الشباب على سبل كسب العيش" تموّله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضمن برنامجها تعافي وتنفّذه جمعة التحرير للتنمية في قضاء سنجار، وهذا البرنامج مهم من أجل اشراك الشباب في صناعة التغيير وعمليات السلام والمصالحة في سنجار، كما أنّه يهدف لتمكينهم وتعزيز دورهم في الحصول على فرص العمل وكسب العيش وبالتالي هو يعمل ضمن محورين محور العمل ومحور المصالحة، واخترنا شباب من خلال استمارة الكترونية نشرناها مسبقا على صفحتنا وقدّم العديد من الشباب والشابات عليها واخترنا 60 متدرب ومتدربة واقمنا جلسات عصف ذهني وتدريبات لهم من أجل أن يمارسوا ادوراهم في التغيير".

ومن جانبه لقمان حسين مطّو أحّد العاملين في المشروع بصفة منسّق تدريبات وهو ناشط مدني من قضاء سنجار أشار "قامت جمعية التحرير للتنمية بافتتاح دورتين تدريبيتين من خلال  برنامج تعافي بدعم وتمويل الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية على آلية المقابلة ، كتابة السيرة الذاتية ، البحث عن الوظائف ، فرص العمل مع المنظمات والشركات وسبل كسب العيش ، وتهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز مشاركة الشباب في أسواق العمل الناشئة في منطقة سنجار لا سيّما ضمن المنظمات العاملة على إرساء جهود التعافي والأعمار كذلك في كل دورة حضر ثلاثين متدرب ومتدربة من خلفيات مناطقية مختلفة لأجل زيادة فرص العمل للشباب والباحثين عن العمل وتحسين المهارات الوظيفية للشباب في سنجار إذ أن العديد من الشباب في منطقة سنجار متعلمون ، لكنهم يفتقرون بطلب للحصول على فرص عمل ،هذه الورش تُحسّن من وضع هؤلاء الشباب بشكل أفضل لإيجاد وظائف وإيجاد فرص عمل لغير الخريجين ايضاً  في نهاية كل دورة تمت جلسة العصف الذهني وحصل كل مشارك ومشاركة على شهادة تخرج صادرة من جمعية التحرير للتنمية".
وأشارت الهام حسن شابة إيزيدية من قضاء سنجار وإحدى المشاركات في التدريب " سعيدة بحضور هذه التدريبات كونها تساهم بتمكيننا وتعزيز مهاراتنا في العمل المجتمعي وأيضا في تحديد مشاكل النزاعات والعمل على حلها من خلال مبادرات وأنشطة مجتمعية تساهم مستقبلا في تخفيف التوترات، كما أنّ هذه الورش علّمتنا كيف نساهم بالحصول على فرص العمل في قضاء سنجار وخاصة بعد أن أصبحت البطالة تكثر يوما بعد يوم، ومن خلال هذه التدريبات نستطيع أن نحصل على فرص العمل مستقبلا بعد أن اكتسبنا معلومات حول متطلبات سوق العمل".

ووضّحت خيرية سليمان شابة مسلمة من قضاء سنجار " أشكر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجمعية التحرير للتنمية لهذه الفرصة التي جعلتني أن ألتقي وأتعرّف على زملاء جدد وأن التقي بهم، كما أنّ هذه التدريبات كانت جزءاً مهما من تعزيز مهاراتنا وتقويتها من أجل أن نعمل على الحصول على فرص العمل وأن نعمل على قضايا تخصّ النزاعات وكيفية حلّها من الجوانب المجتمعية والمهاراتية وتكون شراكات عمل وخاصة بعد مرحلة تحرير محافظة نينوى من سيطرة داعش".

جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.