09 Feb 2023

التحرير توزّع النور على قرى ناحية تل عبطة وقرى قضاء بعاج.

نظّمت جمعية التحرير للتنمية ضمن مشروع "تعزيز التماسك الإجتماعي، السلام وقدرة المجتمع على الصمود في محافظة نينوى" حدثاً لأوّل مرّة في ناحية تل عبطة بحضور محافظ نينوى ومدير بلديات نينوى ووفد رفيع من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وشيوخ عشائر وأهالي قرى ناحية تل عبطة وقضاء البعاج صباح هذا اليوم الموافق 9 شباط 2023.

تضمّن الحدث الإطلاع على توزيع المولدات الكهربائية إلى القرى المستهدفة والتي شملت 35 مولدة كهربائية سلّمتها جمعية التحرير إلى هذه القرى، حيث قرأ عبد العزيز يونس المدير التنفيذي لجمعية التحرير للتنمية خطابه موضّحاً فيه "إنّ هذه المدينة التي انتفضت على الارهاب ونفضت ركام الحرب كغيرها من مناطق العراق، هذه المنطقة أصبحت في حالة تعافي وهناك تعاون كبير بين الحكومة المحلية من أجل توفير سبل الاستقرار، ونحن كجمعية التحرير نعمل بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة على تشكيل 30 لجنة من 30 قرية من أجل تدريباتهم وكذلك أقمنا العديد من الأنشطة والفعاليات المجتمعية المختلفة التي استهدفت العنف ومواجهة التطرف العنيف وكيفية تعزيز الحوار وسبل الاستقرار، وإنّ هذا المشروع يجب أن يتم تعميمه على العديد من المناطق التي لم يصلها المجتمع المدني، وهذه الخطوة هي من الخطوات المهمة التي ساهمنا بها من أجل زيادة الاستقرار في هذه المناطق التي تعاني من التصحر ومن المشاكل الاجتماعية"، وبعد ذلك عبّر محافظ نينوى نجم الجبوري عن شكره لجمعية التحرير للتنمية وللبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وللمشروع بصورة خاصة لما قدّمه من أنشطة وفعاليات ومستلزمات للمدارس ومستلزمات أخرى للعديد من المدارس في الموصل وبعاج وتل عبطة، واستعرض آلية الإعمار بالتعاون مع الحكومة والمنظمات، وبعد ذلك عبر مدير ناحية تل عبطة عن شكره للمنظمين لهذا الاحتفال الخاص بتوزيع المولدات في ناحية تل عبطة وبعد ذلك وضّح الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة السيد اوكي لوتسا " اخترنا اليوم تل عبطة لتكون اول منطقة نزورها ونتشرف بتواجدنا مع زملائنا وشركائنا بتنفيذ هذه المشاريع في ناحية تل عبطة لإعادة البسمة لإهلنا في تل عبطة ونحن كبرنامج إنمائي للأمم المتحدة سنستمر في تطوير العمل في هذه المناطق بالتنسيق مع الحكومة المحلية والشركاء من المنظمات المحلية وشكرا لجميع الجهود التي تساهم في خدمة أهالي هذه المناطق"، وبعد ذلك كلمة مدير بلديات نينوى أشار فيها إلى شكره لجمعية التحرير للتنمية ولكافة الجهود التي تساهم بتعزيز السلام والإستقرار في المناطق التي شهدت العمليات العسكرية والعنف، وبعد ذلك قرأ عمر الدباغ خطاباً موضّحا أبرز الأعمال التي أرشفها المشروع ومن ثمّ نقاش عام بين أهالي المنطقة والحكومة المحلية والمنظمات لرفع مقترحات أنشطة مشاريع وخدمات تحتاجها هذه القرى وبعد ذلك اختتم الحدث بزيارة إلى مدرسة اشوا في مركز ناحية تل عبطة.


أشار عمر الدباغ مدير مشروع "تعزيز التماسك الإجتماعي، السلام وقدرة المجتمع على الصمود في محافظة نينوى" إلى أنّ المشروع انطلق عام 2020 حيث هدف إلى تحسين الواقع الاجتماعي والخدمي من خلال تنفيذ مجموعة من المبادرات المجتمعية والبرامج التي تخدم المناطق المستهدفة بصورة مباشرة، حيث عمل المشروع في قرى تل عبطة ومركزها وقرى قضاء بعاج ومركزها ومركز الحضر وايمن الموصل وأيسرها حيث عملنا على قطاعات منها قطاع الخدمات ونفذنا مجموعة من الجلسات وحددنا اولويات الخدمات من أجل خدمة الاهالي وأيضا قطاع الكهرباء بالتعاون مع دائرة بلديات نينوى واستطعنا ان نجهز 35 قرية من تل عبطة وبعاج في المناطق المستهدفة، وكذلك الجوانب الخاصة بالتعليم حيث قدمنا أكثر من 2200 مادة لأكثر من 62 مدرسة في بعاج وتل عبطة والحضر والموصل وهذه المواد شملت "لابتوبات وطابعات" ومقاعد دراسية واثاث مدرسية والتي يستفاد منها اكثر من 25 الف طالب وعملنا أيضا على مجالات مهمة منها دعم المرأة والطفل بحضور الشرطة المجتمعية، حيث استفاد اكثر من 27 الف مواطن بشكل مباشر واكثر من 127 الف بشكل غير مباشر، وكذلك علمنا مع الشباب في العديد من المجالات منها الرياضة ومواجهة التطرف العنيف وبرامج تساهم بتعزيز السلام، حيث ساهم هذا المشروع بتعزيز العديد من قصص النجاح والأنشطة والفعاليات في المناطق التي لم يكن بإستطاعة المجتمع المدني أن يصلها".


من جانبه محافظ نينوى نجم الجبوري ومدير بلديات نينوى وأهالي هذه المناطق المستهدفة شكروا جمعية التحرير للتنمية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والحكومة الهولندية والامانية لهذا الدعم السخي لتعزيز الاستقرار والسلام وصمود المجتمعات التي عانت من النزاعات والحروب.

أكّد عبد العزيز يونس المدير التنفيذي لجمعية التحرير للتنمية بأنّ جمعية التحرير مستمرة بدعم المجتمع العراقي ومجتمعات نينوى بالخصوص من أجل تسهيل العودة والحياة للمواطنين وزيادة التلاحم وخلق مستوى اقتصادي متميز لهم وأعادة التلاحم والعيش بين هذه المكونات التي عانت من الحروب".

وأوضح مستشار السلام في جمعية التحرير للتنمية الباحث والأكاديمي نينب لاماسو " إنّ قدرة السلام كافية وحدها بتوفير كل الاحتياجات، حينما يكون هناك حوار بنّاء نستطيع من خلال هذا الحوار التوصل إلى حلول تساهم في خدمة الجميع، وبالفعل هذا المشروع استطاع أن يقطع شوطا كبيرا في عمليات السلام والمصالحة والاستقرار لمسناها من خلال تعاملنا المباشر مع المجتمعات التي عملنا معها".

جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.