01 Aug 2021

جمعية التحرير للتنمية تفتتح خمسة مراكز في نينوى للتوعية والحد من عمالة الاطفال.

ضمن مشروع " التصدي لأسوأ أشكال عمل الأطفال بين النازحين واللاجئين والمجتمعات المضيفة المستضعفة في العراق" الذي تنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالشراكة مع منظمة العمل الدولية وبدعم من RDPP، إفتتحت جمعية التحرير للتنمية خمسة مراكز صديقة للطفل تختص بالتوعية وعقد الورش فيما يتعلق بعمل الطفل يتم من خلالها تقديم مجموعة من الخدمات النفسية والاجتماعية والتعليمية والترفيهية للأطفال فيها ، وتوزعت هذه المراكز في مدينة الموصل اثنان في الجانب الأيسر وثلاث في الأيمن.
جاءت هذه المبادرة من أجل توفير مساحات آمنة للأطفال من أجل تعزيز دورهم في المدارس وترك في نفوسهم حب العلم من أجل عدم ترك دراستهم والجري وراء العمل، كما أن افتتاح هذه المراكز يهدف إلى توعية أولياء أمور الطلبة والأهالي بأهمية التعليم وتوفير فرص الحياة الكريمة لابناؤهم وتجنبهم مخاطر العمالة لما لها من تأثير خطير على حياة الأطفال بالاضافة إلى إطلاق حملات تشمل نشاطات متعددة تستهدف الأطفال بشكل مباشر من خلال المشاركة في أنشطة ميدانية متعلقة بالرسم واستيعابهم في هذه المساحات الصديقة للطفل وكذلك وضع جدارية في أماكن عامة مختلفة لجذب الانتباه نحو ظاهرة عمل الطفل والحد منها.
أشارت السيدة حذام محمد قاسم معاون مدير عام تربية نينوى للشؤون الإدارية والتي افتتحت تلك المراكز "إلى ضرورة التعاون مع جميع الجهات المختصة في نينوى من أجل إجراء مسحٍ شامل بعد ازدياد أعداد الأطفال العاملين خلال كورونا ، مشيرة بأن افتتاح هذه مراكز سيسهم في استيعاب الأطفال المتسربين وتقدم مجموعة من الخدمات النفسية والاجتماعية والتعليمية غير الرسمية والترفيهية لهم".

وأكّد لؤي الطائي مدير مشروع " التصدي لأسوأ أشكال عمل الأطفال بين النازحين واللاجئين والمجتمعات المضيفة المستضعفة في العراق" على أنّ هذه المساحات الآمنة للطفل هي مهمة جدا وخاصة بعد مرحلة داعش، من أجل تعليم الطفل وتثقيفه والعمل معه في عدّة مجالات تساهم بتأهيله وجعل دوره مهما في المدرسة، في حين أنّنا نعمل من أجل القضاء على كافة أشكال عمالة الأطفال من أجل حماية الأطفال وضمان مستقبل آمن لهم".


وأنّ المقصود بأسوأ أشكال عمالة الأطفال هو جميع اشكال العبودية او الممارسات الشبيه بالرق، مثل بيع الاطفال والاتجار بهم، والعمل الجبري والالزامي بما في ذلك التجنيد القسري او الاجباري للاطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة، واستخدام الاطفال او اقتنائهم او عرضهم لاغراض البغاء او العروض الاباحية، استخدام او شراء او عرض طفل في انشطة غير مشروعة، ولا سيما لانتاج المخدارت والاتجار بها على النحو المحدد في المعاهدات الدولية ذات الصلة، العمل الذي يحتمل ان يضر بصحة الاطفال او سلامتهم او اخلاقهم، المعروف ايضا بأسم "العمل الخطر" بحكم طبيعته او الظروف التي ينفذ بها .

جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.