06 Jul 2021

من أجل تعزيز دور المرأة في صنع القرار السياسي، أكثر من 1500 امرأة عراقية ستتلقّى تدريبات حول المشاركة السياسية للمرأة.

أصبح للمرأة العراقية بعد عام 2003 مساحة آمنة لتستطيع المشاركة في كافة جوانب الحياة، وتوسّعت هذه المساحة الآمنة لتصبح مشاركة ايجابية للمرأة، حيث ظهرت نساء قياديات عراقيات على العديد من المستويات في الساحة العراقية، وظهرت سياسيات ساهمن في التغيير الايجابي وتعزيز دور المرأة في المجتمع العراقي، ومن هذا الصدد عملت جمعية التحرير للتنمية ضمن مشاريعها وبرامجها على تعزيز دور المرأة في المشاركة الايجابية والمشاركة السياسية والمجتمعية.

بعد أن درّبت جمعية التحرير للتنمية أكثر من ثلاثين امرأة من ثلاث محافظات "الأنبار، صلاح الدين ونينوى" حول كتابة وتصميم مبادرات التماسك الاجتماعي ومهارات تثقيف الاقران حول أهمية مشاركة النساء في القرار السياسي ضمن "زيادة مساحات عمل مؤسسات المجتمع المدني في العراق" المموّل من الوكالة السويدية للتنمية ومنظمة مساعدات الشعب النرويجي، بدأت النساء بتثقيف الاقران ضمن أنشطة تزويد النساء في مجتمعاتهن بالتدريبات التي تلقّينها، حيث تضمّن محتوى التدريبات " فرص المشاركة، تصميم المبادرة – تحديد القضية – تحديد الهدف، تحديد الفئة، المشاركة السياسية للمرأة العراقية: الفرص و الحدود" 

انطلقت تدريبات نشاط تثقيف الأقران ضمن المشروع نفسه والذي يستمر لمدة 45 يوما في ثلاث محافظات " الأنبار ، صلاح الدين ونينوى" حيث يهدف نشاط تثقيف الأقران تعزيز دور المرأة في المشاركة في صنع القرار السياسية والمشاركة بالعملية السياسية ، وسيضم هذا التدريب أكثر من 1500 امرأة من مختلف أقضية ونواحي هذه المحافظات الثلاث.


أكّد عمر الدبّاغ منسّق المشروع  " أنّ هذه الورش التدريبية التي تخصّ تثقيف الأقران، جاءت بعد أن درّبنا مجموعة من النساء لمدّة ثلاثة أيّام حول المشاركة السياسية للمرأة ، وبعد أن أكملن الورشة التدريبية بدأن بتثقيف الأقران والنساء في مجتمعاتهن حول نفس مواضيع الورشة".

وأضاف الدبّاغ " إن مدّة التدريبات تستمر لمدّة 45 يوما في المحافظات الثلاث وستتلقى أكثر من 1500 امرأة تدريبا حول المشاركة السياسية للمرأة في صناعة القرار السياسي، وهذا سيساهم في تعزيز التغيير الايجابي وتشجيع المرأة على الانخراط في العملية السياسية".

وختم الدبّاغ حديثه " بأنّ هذه المرحلة الثالثة للمشروع ، حيث تساهم جمعية التحرير للتنمية من خلال هذه الأنشطة والورش في بناء نشطاء وناشطات يعملن وبساهمن بالتغيير الايجابي من أجل المساهمة في تعزيز حقوق الانسان والسلام المستدام في العراق وخاصة بعد مرحلة داعش، ولا زلت جمعية التحرير للتنمية تساهم ضمن مشاريعها بتعزيز الاستقرار والديمقراطية والمشاركة الايجابية للنساء في العملية السياسية من أجل جعل المرأة جزءاً من عملية التغيير الايجابي".

من جهتها المشاركة في التدريب والتي ساهمت بتدريب ما يقارب خمسين إمرأة من الحمدانية الناشطة المجتمعية ميرنا رعد " بأنّ معلومات الورشة التي تلقّيناها ساعدتنا كثيرا على مشاركة هذه المعلومات مع نساء في مناطقنا، وإستطعت أن أجمع ما يقارب خمسين إمرأة من الحمدانية وساهمت بتدريبهن ضمن نشاط تثقيف الأقران والذي يشمل كلّ مدربة أن تقيم خمسة ورش تدريبية وكلّ ورشة يجب أن تستهدف عشرة نساء من المنطقة والمجتمع التي تعيش فيها المدرّبة".

وأوضحت رعد, بأنّ " المرأة استطاعت أن تثبت أنّ عملها مهم جدا في المجتمع بصورة عامة، وأصبح للمرأة فرص كثيرة في العمل المجتمعي والسياسي، وهذا ما أوصلناه للمستفيدات من التدريب أن يساهمن في المشاركة الايجابية والمشاركة في صناعة القرار السياسي في العراق".

رؤى الحيالي مشاركة في تدريبات مشروع "زيادة مساحات عمل مؤسسات المجتمع المدني في العراق" وهي الان تقوم بتثقيف الاقران في محافظة صلاح الدين تبيّن بأنّ " النساء في صلاح الدين وتكريت بالرّغم من أوضاعهن الصعبة إلّا أنّهن أردن أن يشاركن في هذه الأنشطة بصورة مستمرة وأنّ العدد كان أكثر نتيجة رغبة النساء في المشاركة في المجتمع والسياسة".

وترجح الحيّالي بأنّ " الظروف الصعبة التي مرّت على النساء العراقيات جعلتهن أكثر تحمّساً لمواجهة هذه الظروف والبدء بالتغيير الايجابي وخاصة بعد مرحلة داعش، حيث نرى العديد من النساء اليوم يتولين مناصب ويشاركن في الانتخابات والعملية السياسية، وهذا ما نهدف له ضمن جلسات تثقيف الاقران لتشجيع النساء على المشاركة في العملية السياسية".


جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.