05 Jul 2021

لمكافحة إنتشار المخدرات في الأنبار، نساء يساهمن بالعمل على الحد من إنتشار المخدرات.

بالشراكة مع جمعية التحرير للتنمية أقامت مؤسسة الحق لحقوق الإنسان ضمن مشروع " إنشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية" الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جلسة حوارية حول "المخدرات وتأثيرها على المجتمع" في محافظة الأنبار بمشاركة القادة المجتمعيين والنساء الناشطات والمهتمات بالمجتمع المدني والإعلاميات والمؤثرات في مجتمعاتهن.

تضمّنت الجلسة التعريف بالمشروع والجلسة من قبل رئيس المنظمة الناشط الحقوقي عمر العلواني، وبعدها الحديث عن المشاكل المتعلقة بقضايا المخدرات وإنتشارها بكميات كبيرة داخل مجتمع الأنبار بعد تحريرها من سيطرة داعش، وكيفية التصدي لها من خلال عمل المجتمع المدني والمنظمات والنشطاء، وبعدها إنطلقت الجلسة التي تضمّنت :
- المخدرات وتاثيرها على المجتمع :
حيث تطرق المشاركون مع مدراء الجلسة عن تأثير المخدرات على المجتمع وخلق العنف والمشاكل المجتمعية والتفكك الأسري، بالإضافة إلى مشاكل اقتصادية ومشاكل اجتماعية ونفسية تؤدي إلى تفكيك المجتمع.
- انواع المخدرات 
تناول المشاركون مواضيع وأمثلة عديدة حول أنواع المخدرات وتفرعاتها والأدمان عليها وكيفية معالجة هذه المشكلة قبل تفاقهما.
- كيفية تشخيص المدن ( السلوكيات ، الصفات )
في هذا الجانب أشار المشاركون والذين اداروا الجلسة بأنّ البيئة الحاضنة للمخدرات تكون البيئة الهشة التي تحاول أن تتعافى من الحروب التي تأثرت عليها في الوقت الحالي، وبالتالي تكون قادرة على تغيير سلوكيات الانسان عبر فترة زمينة، مما يؤدي إلى دمار مستقبل عوائل عديدة وإنتشار العنف وخاصة للذين يتعاطون المخدرات.
- دور النساء في التعامل مع الادمان ( ارشادات ونقاشات مفتوحة ).
وفي هذه الفقرة تناول المشاركون والمشاركات أهمية تعزيز دور المرأة في الحد من انتشار هذه الظاهرة وتعزيز دورها في مكافحة ظاهرة المخدرات، وأيضا توعية الأهالي جميعا بضرورة تقديم مشورة لعلاج هذه الظاهرة، كما أنّ الارشادات التي تحتاجها المرأة للتعامل مع ظاهرة المخدرات هي معلومات مهمة وإرشادات تساهم في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

 قال مستشار السلام في جمعية التحرير للتنمية الباحث نينب لاماسو " تأتي هذه الورشة ضمن مشروع "إنشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات الحوار المحلية" الذي تنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالمشاركة مع منظمات محلية في خمسة محافظات "الأنبار، صلاح الدين، ديالى، كركوك ونينوى ، ونعمل على تعزيز مفاهيم الحوار والسلام بالتعاون مع المنظمات الشريكة في تنفيذ هذا المشروع في هذه المحافظات والذي يموّله البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة".

وأكّد لاماسو " بأنّ المناطق التي تتعرض للنزاعات والصراعات تحتاج إلى فترات طويلة للتعافي من كافة الظواهر السلبية ومن ضمنها المخدرات التي قد تزييد من قابلية العنف في المجتمع نتيجة لتأثيرها على الإنسان ممّا يؤدي إلى فقدان وعيه، وتعد هذه الورشة مهمة لإشراك النساء في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي اجتاحت المجتمع العراقي ومجتمعات الأنبار"

وختم لاماسو حديثه " بأنّنا كجمعية التحرير ندعم الحوار والسلام من خلال مشاريعنا وبرامجنا وهذا النشاط هو إكمال لسلسلة مشاريعنا وبرامجنا، وقد كانت هذه الجلسة مهمة جدا لتعزيز دور المرأة في الأنبار لمكافحة ظاهرة انتشار المخدرات بين طبقات المجتمع العراقي وخاصة في محافظة الأنبار".
ومن جانبه الشيخ عبد السلام الكبيسي عضو لجنة الحوار أضاف "بأنّ هذه المبادرة هي أول مبادرة في الرطبة تستهدف الناس وتؤكد على دورها المجتمعي والاسري في التصدي لمشكلة المخدرات، وهن الاقدر على احتواء المواقف الصعبة".
ومن جانبها نسرين عطا الله وهي معلمة في مدرسة الرطبة أشارت " أنا كامرأة دوري مهم في التوعية من المرض القاتل، ومعالجة اسبابها  التي تتركز في البطالة والفقر، لذا ندعو المنظمات الى تكثيف جهودها تجاه النساء خاصة في برامج الدعم الاقتصادي".
وأوضحت سندس سعد محمد إحدى المشاركات في الجلسة " إنّ الرطبة بشكل عام والنساء بشكل خاص تفتقد الكثر من الاهتمام، بما انعكس على حياة الاهالي فيها، ومنها ظاهرة تعاطي المخدرات، ويجب الاعتماد على دور النساء بكافة المشاكل التي تواجه مجتمعنا".
يعمل مشروع " انشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية " الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالشراكة مع خمسة منظمات محلّية وفي خمسة محافظات وهي كالتالي : " منظمة بصمة إنسانية عن محافظة صلاح الدين، مؤسسة الحق لحقوق الإنسان عن محافظة الأنبار، مؤسسة وصل تصل عن محافظة نينوى، منظمة السلام لبناء التماسك المجتمعي عن محافظة ديالى ورابطة الغد من كركوك"
جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.