01 Jul 2021

لتعزيز المصالحة المجتمعية بين النازحين والمجتمعات المضيفة، جلسة حوارية بمشاركة وجهاء الأنبار.

بالشراكة مع جمعية التحرير للتنمية أقامت مؤسسة الحق لحقوق الإنسان ضمن مشروع " إنشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية" الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جلسة حوارية حول "آليات العودة الآمنة للنازحين" في الأنبار مدينة الرمادي بمشاركة القادة المجتمعيين والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني وشخصيات مجتمعية من محافظة الأنبار.

تضمّنت الجلسة التعريف بالمشروع والجلسة من قبل رئيس المنظمة الناشط الحقوقي عمر العلواني، وبعدها الحديث عن المشاكل المتعلقة بالنازحين وأسباب عدم عودتهم، وفتحت العديد من المناقشات حول هذا الموضوع وكيفية تعزيز عودة آمنة للنازحين ودمجهم بالمجتمع، وكذلك تطرّق المشاركون إلى مستقبل العوائل التي انضم احد افرادها لداعش وأطفال مجهولي النسب والقضايا القانونية التي يعاني منها النازحين، وخرجت الجلسة بالعديد من التوصيات من ضمنها ضمان عودة آمنة بدعم منظماتي وحكومي ودولي وتوفير برامج تأهيل وإعادة دمج لهذه العوائل وإغلاق كافة المخيمات في كافة المحافظات وتعزيز دور المجتمع المدني بالتعاون مع الحكومة في حل كل القضايا العالقة بالنازحين وموضوع النازحين.

 أشار مستشار السلام في جمعية التحرير للتنمية الباحث نينب لاماسو " تأتي هذه الورشة ضمن مشروع "إنشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات الحوار المحلية" الذي تنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالمشاركة مع منظمات محلية في خمسة محافظات "الأنبار، صلاح الدين، ديالى، كركوك ونينوى ، ونعمل على تعزيز مفاهيم الحوار والسلام بالتعاون مع المنظمات الشريكة في تنفيذ هذا المشروع في هذه المحافظات والذي يموّله البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة".

وأضاف لاماسو " موضوع عودة النازحين هو من المواضيع المهمة التي تساهم بتعزيز الاستقرار في المجتمعات التي عانت من النزاعات والحروب، ولا بد من إيجاد حلول تساهم في عودة النازحين إلى بيوتهم ومجتمعاتهم بتعزيز دور المجتمع المدني والحكومة في تسهيل إجراءات العودة الآمنة وتوفير السكن وفرص العمل وتعويض كافة المتضررين من أجل البدء بحياة جديدة خالية من العنف والتطرف والكراهية".

وختم لاماسو حديثه " بأنّنا كجمعية التحرير ندعم الحوار والسلام من خلال مشاريعنا وبرامجنا وهذا النشاط هو إكمال لسلسلة مشاريعنا وبرامجنا، وقد كانت هذه الجلسة مهمة جدا لتعزيز التعاون في محافظة الانبار من أجل حل مشكلة النازحين وإعادتهم إلى بيوتهم ومناطقهم".

قال الشيخ عماد عبدالله من محافظة الأنبار وهو عضو لجنة الحوار المجتمعية " هذه الخطوة مهمة جدّا لاعادة النازحين لمناطقهم، وتحقيق مصالحة مجتمعية من أجل المحافظة نسيج مجتمع الانبار، وبالتالي فقد كانت هذه الجلسة جلسة لطرح كافة الأفكار لإنهاء ملف النازحين والنزوح وإعادة دمج العوائل النازحة في مجتمعاتها".

ومن جانبه عمر العلواني رئيس مؤسسة الحق لحقوق الإنسان " أكّد بأنّ هناك  جيل كامل قد طمست هويته، من المؤسف ان نرى ضحايا الماضي هم اطفال اليوم، تحقيق المصالحة يحتاج لحوار مستمر، وهذه الجلسة هي افتتاح لجلسات عديدة ستحصل من أجل الحوار في حل مشكلة ملف النازحين وتحقيق العودة الآمنة بالتعاون مع كافة الأطراف منها الحكومية والمدنية والمجتمعية".
وترى يسرى تركي احدى المشاركات في الجلسة من محافظة الانبار – مدينة الرمادي "بأنّ الاستماع لهمومنا ومعاناتنا والحديث بالحلول مؤشر ايجابي نحو حل الازمة واعادة النازحين لبيوتهم، وبالتالي يساهم في خلق إعادة التوازن والاستقرار بين طبقات المجتمع العراقي وخاصة في المناطق المحررة التي عانت من الأمرين والويلات والمشاكل والنزاعات المستمرة".

يعمل مشروع " انشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية " الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالشراكة مع خمسة منظمات محلّية وفي خمسة محافظات وهي كالتالي : " منظمة بصمة إنسانية عن محافظة صلاح الدين، مؤسسة الحق لحقوق الإنسان عن محافظة الأنبار، مؤسسة وصل تصل عن محافظة نينوى، منظمة السلام لبناء التماسك المجتمعي عن محافظة ديالى ورابطة الغد من كركوك"
جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.