28 Jun 2021

بعد إزدياد حالات الإبتزاز الالكتروني، ورشة تدريبية للحد والوقاية من مخاطر هذه الآفة في محافظة نينوى.

بالشراكة مع جمعية التحرير للتنمية أقامت مؤسسة وصّل تصل ضمن مشروع " إنشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية" الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورشة تدريبية حول الإبتزاز الالكتروني وطرق الوقاية منه لمدّة ثلاثة أيّام في مدينة الموصل.

تضمّن برنامج الورشة التدريبية " الجرائم الالكترونية والإبتزاز وأنواعه، والإبتزاز الالكتروني وأسبابه، اليات مواجهة الابتزاز الالكتروني وحماية الخصوصية، الحلول والمعالجات، عقوبة الابتزاز الالكتروني في القانون العراقي". ومداخلات وتمارين وأنشطة داخل الورشة جمعت مجموعة من الشباب والشابات من مختلف مكونات نينوى وبمشاركة اعضاء لجان الحوار - ناشطين مجتمعين - قادة مجتمع - طلاب مدارس جامعات - موظفين منظمات محلية ودولية.

جاءت هذه المبادرة نتيجة لتصعيد استخدام الاجهزة الالكترونية والذكية في الاونه الاخيرة وما نتج عنها من مشاكل مجتمعية متعددة أثّرت على اواصر الروابط العائلية والمجتمعية مثل الابتزاز الالكتروني من قبل فئات معينة والتي تستهدف النساء بشكل خاص والتي هي نتيجة اسباب كثيرة منها سوء استخدام هذه المنصات ومنها ما هو بسبب المقايضة المالية على اسباب خاصة او عامة ولذا تم التوجه الى عمل جلسات تتطرق الى مواضيع الحماية من الابتزاز الالكتروني وكيفية التبليغ عن مثل هكذا حالات وما هي الحالات التي تتابعها مؤسسات محلية مثل الشرطة المجتمعية عن طريق التواصل مع منسقين الشرطه المحلية لتيسير هكذا جلسات ولحماية المواطنين وخاصة النساء من الإبتزاز الالكتروني.

 قال مستشار السلام في جمعية التحرير للتنمية الباحث نينب لاماسو " تأتي هذه الورشة ضمن مشروع "إنشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات الحوار المحلية" الذي تنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالمشاركة مع منظمات محلية في خمسة محافظات "الأنبار، صلاح الدين، ديالى، كركوك ونينوى ، ونعمل على تعزيز مفاهيم الحوار والسلام بالتعاون مع المنظمات الشريكة في تنفيذ هذا المشروع في هذه المحافظات والذي يموّله البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة".

ويضيف لاماسو " موضوع الإبتزاز الالكتروني من المواضيع الحساسة والخطيرة والذي يهدد خصوصية المواطنين وخاصة بعد أن اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مجانية دون رقابة ومحاسبة، حيث ظهرت العديد من المبادرات للحد من الابتزاز الالكتروني وحماية خصوصية المواطن، حيث بإمكان المواطنين التعاون مع الجهات المختصة لإيقاف الجرائم الالكترونية والحد من الإبتزاز الالكتروني".

وختم لاماسو حديثه " بأنّنا كجمعية التحرير ندعم الحوار والسلام من خلال مشاريعنا وبرامجنا وهذا النشاط هو إكمال لسلسلة مشاريعنا وبرامجنا، وقد كانت هذه الورشة مهمة جدا لتوعية الناس في محافظة نينوى حول الحد من الإبتزاز الالكتروني وحماية المواطن من فخ الابتزاز الالكتروني".

وأضافت المدربة والناشطة في مجال بناء السلام سرّاء الدبّاغ " تعاني العديد من النساء وهي الأكثر تعرض للإبتزاز الإلكتروني حيث ازدادت هذه الحالات بصورة كبيرة جدا، وتعتبر هذه الظاهرة خطيرة جدا كونها تهدد حياة النساء بصورة كبيرة وأيضا المواطن بصورة عامة ويجب معالجتها"

وتؤكد الدبّاغ " لمدة ثلاثة أيام درّبت مجموعة من الشباب والشابات وبمشاركة ممثلين عن الشرطة المجتمعية حول الوقاية من الابتزاز الالكتروني، ولا زلنا كلّنا نعمل من أجل الحد من هذه الظاهرة، وتناولنا الموضوع من مكافحة هذه الجرائم الالكترونية عن طريق العقوبات في القانون العراقي".
يعمل مشروع " انشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية " الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالشراكة مع خمسة منظمات محلّية وفي خمسة محافظات وهي كالتالي : " منظمة بصمة إنسانية عن محافظة صلاح الدين، مؤسسة الحق لحقوق الإنسان عن محافظة الأنبار، مؤسسة وصل تصل عن محافظة نينوى، منظمة السلام لبناء التماسك المجتمعي عن محافظة ديالى ورابطة الغد من كركوك"
جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.