06 Jun 2021

برطلة تحتفل بتنوع نينوى في أضخم مهرجان شهدته نينوى بعد تحريرها من سيطرة داعش.

امتزجت ألوان نينوى مع بعضها البعض وتهافتت أصوات الحب والسلام في مهرجان شهدته ناحية برطلة وهي تستضيف مكوّنات نينوى لتوجّه رسائل عميقة عن التعايش بين المكونات عكس ما يتناقله الذين يروّجون للكراهية والعنف.

شهدت ناحية برطلة صباح هذا اليوم الأحد الموافق 6 حزيران 2021 مهرجان الربيع الأول والذي حمل شعارا " ألوان الربيع تزدهر بتنوّعنا" الذي كانت إقامته بمبادة من القادة المجتمعين في سهل نينوى نتيجة اجتماعات عدّة أقامتها مؤسسة وصّل تصل بالشراكة مع جمعية التحرير للتنمية ضمن مشروعها " إنشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية" الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمشاركة جماهيرية واسعة.

إنطلقت فعاليات المهرجان بالترحيب بالضيوف  بأغنية السلام التي نظّمتها جمعية التحرير في إحدى مبادراتها، وبعد ذلك فقرة الرسم لفريق ثورة الفن الذين وثّقوا لوحة جسّدت نينوى وهي تتلاحم وتتعافى بعد خروجها من فترة الحرب، ومن ثمّ فقرة الدبكات الشعبية مع الازياء الفلكلورية لمكونات نينوى، وبعدها إفتتاح معرض المهرجان بحضور وفد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبعد ذلك فقرات فنّية وأدبية وثقافية، وبعد ذلك أختتام المهرجان.

حضر المهرجان ممثّلين عن كافة مكونات نينوى وشخصيات مجتمعية ورجال دين وقادة مجتمعيين وشباب من مختلف مناطق محافظة نينوى .

قال مستشار السلام في جمعية التحرير للتنمية الباحث نينب لاماسو " لنا الفخر أن نساهم بإقامة هذا المهرجان وفي هذه الظروف العصيبة الصحية والسياسية منها بالتعاون مع مؤسسة وصل تصل وبدعم سخي من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لقد رأينا اليوم كيف اجتمعت مكونات نينوى وهي تدعو للسلام والتماسك وهي تروّج لمفاهيم المحبّة والتآخي من خلال هذا المهرجان".

ويضيف لاماسو " لقد شهد المهرجان عدّة فقرات فنّية وثقافية وفقرات الأكلات الشعبية والمعارض الفنية والتراثية التي بيّنت عمق هذه المدينة التاريخية التي تبيّن بانّها تتعافى من خلال هذا التماسك القوي بين مكوناتها التي تحبّ الحياة والتي تصرّ على تعزيز هذا الوجود الغني والرائع".

وختم لاماسو حديثه " بأنّنا كجمعية التحرير ندعم الحوار والسلام من خلال مشاريعنا وبرامجنا وهذا النشاط هو إكمال لسلسلة مشاريعنا وبرامجنا، وقد كان هذا المهرجان ربيعاً دائماً يعكس تنوّع مكونات نينوى وثقافاتهم تاريخهم المترابط والمشترك، ولا يخفى على الجميع بأنّ الآواصر التاريخية تكون متواجدة دائما كمشتركات أساسية بين الحاضرين والمشاركين وبين كافة مكونات نينوى بصورة عامة".

ومن جانبها إحدى المشاركات مريم زهير التي شاركت في الرقص الشعبي  تقول " نشكر لكل القائمين بهذا المهرجان كونهم وفّروا لنا فرصة جميلة ورائعة حتى نسلّط الضوء على ثقافتنا والأزياء التي تمثّلنا والدبكات التاريخية الخاصة بنا، وحقيقة اليوم كان يوما مهما لأنّه جمع مكونات نينوى وثقافات نينوى ونحن اليوم بحاجة لهكذا مبادرات تعزّز للسلام والتماسك المجتمعي بين مكونات الشعب العراقي بصورة عامة ونينوى بصورة خاصة".

ومن جانبه المدير التنفيذي لجمعية التحرير للتنيمة عبد العزيز يونس أكّد " لا زالت جمعية التحرير للتنمية تروّج لمفاهيم التماسك المجتمعي والحوار والديمقراطية والتركيز على المشتركات التي تجمع مكونات نينوى والشعب العراقي ، يمثّل هذا المهرجان في ناحية برطلة أبهى صور التعايش والتنوع بين هذه المكونات التي عانت سنوات الحرب ، لكن اليوم نراهم يحتفلون سوية بالتراث والثقافة والفنون والمحبة والسلام".

ويبيّن يونس " لقد تعوّدنا على أن نجتمع بإسم المحبة والسلام وها نحن نعيد ابتسامة السلام مرّة أخرى من خلال هذه المبادرات والأنشطة المجتمعية التي تجسّد أبهى صور التماسك والتعافي بين مكونات نينوى".

يعمل مشروع " انشاء وبناء القدرات وتفعيل آليات السلام المحلية " الذي يموّله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفّذه جمعية التحرير للتنمية بالشراكة مع خمسة منظمات محلّية وفي خمسة محافظات وهي كالتالي : " منظمة بصمة إنسانية عن محافظة صلاح الدين، مؤسسة الحق لحقوق الإنسان عن محافظة الأنبار، مؤسسة وصل تصل عن محافظة نينوى، منظمة السلام لبناء التماسك المجتمعي عن محافظة ديالى ورابطة الغد من كركوك"
جدير بالذكر أنّ جمعية التحرير للتنمية جمعية التحرير للتنمية هي منظمة غير حكومية مستقلة غير هادفة للربح تأسست في آيار من عام 2003 في مدينة الموصل, تم تأسيسها بناء على البيئة السائدة في ذلك الوقت حيث العزوف الكبير عن المشاركة السياسية والمدنية للسكان لأسباب مختلفة وكذلك زيادة التوترات المجتمعية بين اتباع الأديان والمذاهب والطوائف واللغات المختلفة بسبب طبيعة الانقسامات التي أعقبت التغييرات السياسية والأمنية التي استجدت في ذلك العام.
خلال السنوات الماضية عملت التحرير على إقامة العديد من البرامج والنشاطات  التي تهتم بنبذ العنف والتطرف في المجتمعات  المختلفة  من خلال نشر ثقافة اللاعنف ونشر ثقافة الحوار والقبول بالآخر وإشاعة روح التسامح وبناء السلام، وارساء مفاهيم الديمقراطية من اجل عراق حر تعددي تحترم فيه الحقوق والحريات للمواطنين من خلال التوعية بحقوق الإنسان وزيادة المشاركة المدنية والسياسية للسكان وخصوصا الفئات الأضعف في المجتمع مثل النساء والشباب بشكل عام.
بعد عام 2015 وضمن استراتيجية التحرير والتي أصبحت تهتم الي جانب ما تم تأسيسها من اجله الى تحسن ظروف الحياة في المناطق التي خرجت من النزاعات من خلال توفير فرص العمل والحماية للفئات الهشة وكسب العيش الي جانب العمل مع الشباب والنساء والقادة والنخب المجتمعية للنهوض بواقع المناطق المحررة حديثا من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة.
كما أنّها تهدف إلى دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في العملية السياسية والتواصل مع المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بناء السلام والوحدة الوطنية ونشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي في المجتمع ،زيادة الشفافية ومساءلة أنشطة المؤسسات الحكومية والتشريعية من أجل تعزيز أدائها، بناء وتطوير القدرات التنظيمية لمنظمات المجتمع المدني / المنظمات غير الحكومية المحلية وتمكينها من العمل بشكل مستقل وبكفاءة مهنية عالية .، ضمان العيش الكريم لكافة افراد المجتمع، تمكين الفئات الهشة من ممارسة أدوار قيادية، ضمان العيش بكرامة لعموم افراد المجتمع.